adsense

2023/03/06 - 12:20 م

عبدالإله الوزاني التهامي

في جولة استعراضية شملت أزقة  المدينة العتيقة لطنجة، وقف السياح الأجانب والمغاربة وكافة الساكنة على صور حية لأهم تراث مادي تحلت به المرأة الشمالية، وبالخصوص نساء تطوان وشفشاون وطنجة لقرون طويلة، حيث تمكنوا من استعادة ذكريات نمط لباس المرأة في هذه المناطق ذات التراث الحضاري الإنساني السامي.

في هذه الجولات الجماعية المنظمة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، اتضح لكل المشاهدين والرأي العام، بأن استحضار هذا الرمز -الحايك- الثقافي للأهالي، هو في حد ذلك إقرار بأن عودته إلى الشارع العام بارتداء الفتيات والنساء له، ليس شيئا مستحيلا، بل إن مجرد مقارنة بسيطة أجراها ملاحظون ومتتبعون وخبراء في الموضا، بين هذا الحايك وكثير من الألبسة التي تلبسا المرأة العصرية، أظهرت المقارنة الفارق بينهما كما  أبانت عن الحاجة الماسة لمثل هذا اللباس في وقتنا الحاضر، لما يتصف به الحايك وما يشبهه، من صفات الأناقة والتجانس والجمال.

"الحايك" رمز مهم دال على تحضر المغرب، بتماشيه مع كل موضات الزمان والمكان، وعليه فإن التعريف به ونشر ثقافته بين الأجيال الحالية شيء مطلوب ومحبب، لاستعادة الأمجاد والاعتزاز بالذات بين الأمم، بدلا من البقاء في موقع المستهلك ل"لموضا"، التي في الغالب تجانب خصوصيات الشعوب وتمسخ رقي الفطرة الآدمية.