adsense

2023/03/14 - 10:44 ص


عبدالإله الوزاني التهامي   

من وصايا وحكم مولاي عبدالله الشريف ــ الجد المؤسس ــ وترتيب تأريخي زمني لمشايخ الزاوية الوزانية 5/5

يقول  مولاي عبدالله الشريف، أصول طريقتنا خمسة أشياء :

ــ تقوى الله في السر والعلانية ،

ــ واتباع السنة في الأقوال والأفعال ،

ــ والإعراض عن الخلق في الإقبال والإدبار ،

ــ والرضا عن الله في القليل والكثير ،

ــ والرجوع إلى الله في السراء والضراء.

إذ أن تحقيق التقوى لا يتم إلا بالورع والاستقامة، وتحقيق السنة  يكون بالتحفظ وحسن الخلق، وتحقيق الإعراض عن الخلق يتحقق بالصبر والتوكل، وتحقيق الرضى عن الله لا يكون بالقناعة والتفويض، وتحقيق الرجوع إلى الله يتم الوصول إليه بالحمد والشكر في السراء واللجئ إليه في الضراء.

وأصول ذلك خمسة :

ــ علو الهمة ،

ــ وحفظ الحرمة ،

ــ وحسن الخدمة ،

ــ ونفوذ العزمة ،

ــ وتعظيم النعمة .

فمن علت همته ارتفعت رتبته، ومن حفظ حرمة الله حفظ الله حرمته، ومن حسنت خدمته وجبت كرامته، ومن أنفذ عزمته دامت هدايته، ومن عظمت النعمة في عينه شكرها، ومن شكرها استوجب المزيد من المنعم بحسب وعده الصادق.

وأصول المعاملة خمسة :

ــ طلب العلم للقيام بالأمر ،

ــ وصحبة المشايخ والإخوان للتبصر ،

ــ وترك الرخص والتأويلات للتحفظ ،

ــ وضبط الأوقات بالأوراد للحضور ،

ــ واتهام النفس في كل شيء للخروج عن الهوى والسلامة من الغلط.

فطلب العلم آفته صحبة الأحداث سنا وعقلا ودينا ممن لا يرجع لأصل ولا قاعدة. وآفات الصحبة للأشياخ الاغترار والفضول. وآفة ترك الرخص والتأويلات المشفقات على النفس، وآفة ضبط الأوقات واتساع النظر في العمل بالفضائل، وآفة اتهام النفس الأنس بحسن أحوالها واستقامتها.

قال تعالى: {} إن تعدل كل عدل لا يوخذ منها .{} س الأنعام.

وقال الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم صلوات الله وسلامه عليهم :

{} وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي .{}  س يوسف.

وأصول ما تداوى به علل النفس خمسة أشياء :

ــ تخفيف المعدة من الطعام ،

ــ واللجأ إلى الله مما يعرض عند عروضه ،

ــ والفرار من مواقف ما يخشى وقوع الأمر المتوقع فيه

ــ ودوام الاستغفار مع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بخلوة وانجماع ،

ــ وصحبة من يدل على الله أو على أمر الله وهو معدوم

وقد قال الشيخ أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه : أوصاني حبيبي فقال "لا تنقل قدميك إلا حيث ترجو ثواب الله، ولا تجلس إلا حيث تأمن غالبا من معصية الله، ولا تصحب إلا من تستعين به على طاعة الله، ولا تصطف لنفسك إلا من تزداد به يقينا، وقليل من هم." أو كلاما هذا معناه.

وقال أيضا رضي الله عنه : "من دلك على الدنيا فقد غشك، ومن دلك على الأعمال فقد أتعبك، ومن دلك على الله فقد نصحك"، وقال رضي الله عنه: "اجعل التقوى وطنك ثم لا يضرك مدح النفس ما لم ترض بالعيب، أو تصر على الذنب أو تسقط كمك الخشية بالغيب."، قلت: وهذه الثلاث هي أصول البلايا والآفات.

وقد رأى فقراء الوقت ابتلوا بخمسة أشياء:

ــ إيثار الجهل على العلم ،

ــ والاغترار بكل ناعق ،

ــ والتهافت في الأمور ،

ــ والتعزر بالطريق ،

ــ واستعجال الفتح دون شروطه.

وابتلوا بخمسة أشياء :

ــ إيثار البدعة على السنة ،

ــ واتباع أهل الباطل دون أهل الحق ،

ــ والعمل بالهوى في كل أمر أو جل الأمور ،

ــ وطلب الترهات دون حقائق ،

ــ وظهور الدعاوى دون صدق .

فظفروا بذلك بخمسة أشياء :

ــ الوسوسة في العبادات ،

ــ والاسترسال مع العادات ،

ــ والسماع والاجتماع في عموم الأوقات ،

ــ واستمالة الوجوه بحسب الإمكان ،

ــ وصحبة أبناء الدنيا حتى النساء والصبيان.

واغتروا في ذلك بوقائع القوم وذكر أحوالهم. ولو تحققوا لعلموا أن الاسترسال رخصة الضعفاء، والمقام بها بقدر الحاجة من غير زيادة، وأن العوائد أودية والقيام بها. فلا يسترسل معها إلا بعيد من الله. وأن السماع رخصة المغلوب أو الكامل، وهو انحطاط في بساط الحق إذا كان بشروطه من أهله في محله وأدبه. وأن الوسوسة أصلها جهل بالسنة أو خبال في العقل. وأن التوجه لإقبال الخلق إدبار عن الحق، لاسيما قارئ مداهن أو جبار غافل أ صوفي جاهل. وأن صحبة الأحداث ظلمة وعار في الدنيا والدين، وقبول إرفاقهم أعظم وأعظم. وقد قال سيدي أبو مدين رضي الله عنه: "إن الأحداث من لم يوافقك على طريقك وإن كان ابن السبعين سنة."، قلت: وهو الذي لا يثبت على حال، ويقبل كل ما يلقى إليه فيولع به، وأكثر ما تجد هذا في أبناء الطوائف وطلبة المجالس، فاحذرهم غاية جهدك.

 وكل من ادعى حالا مع الله، ثم ظهرت منه أحد خمسة أشياء، فهو كذاب أو مسلوب والعياذ بالله:

ــ إرسال الجوارح في معاصي الله ،

ــ والتصنع بطاعة الله ،

ــ والطمع في خلق الله ،

ــ والوقيعة في خلق الله ،

ــ وعدم احترام المسلمين على الوجه الذي أمر الله،

وقل ما يختم له بالإسلام.

وشروح الشيخ الذي يلقي إليه المريد نفسه:

ــ علم صحيح ،

ــ وذوق صريح ،

ــ وهمة عالية ،

ــ وحالة مرضية ،

ــ وبصيرة نافذة.

ومن فيه خمس لا تصح مشيخته:

ــ الجهل بالدين ،

ــ وإسقاط حرمة المسلمين ،

ــ ودخول ما لا يعني ،

ــ واتباع الهوى في كل شيء ،

ــ وسوء الخلق من غير مبالاة.

لأن آداب المريد مع الإخوان والشيخ خمسة :

ــ اتباع الأمر وإن ظهر له خلافه ،

ــ واجتناب النهي وإن كان فيه حتفه ،

ــ وحفظ حرمته حاضرا وغائبا، وحيا وميتا ،

ــ والقيام بحقوقه حسب الإمكان بلا تقصير ،

ــ وعزل عقله وعلمه ورياسته، إلا ما يوافق ذلك من شيخه.

ويستعين على ذلك بالإنصاف والنصيحة، وهي معاملة الإخوان إن لم يكن شيخ ومريد. وإن وجد ناقصا من شروطه الخمس اعتمد فيما كل فيه وعومل بالآخرة في الباقي. انتهت وصية من وصايا الشيخ مولاي عبدالله الشريف.

هذا النزر من الوصايا النفيسة لمولانا عبدالله الشريف، ينبغي للطالب مطالعتها في كل يوم مرتين أو مرة، وإلا ففي كل جمعة حتى ينطبع معناها في النفس، ويقع التصرف والسلوك على مقتضاها، فإن فيها غنية من كثير من الكتب والوصايا.

علم لدى الخاص والعام أن الشيخ مولاي عبدالله الشريف شيخ محب لمريديه، مبتسما في وجوههم، يهش البشر في وجهه هشا، حتى إذا غاب صاحبه عنه طار إليه قلبه محبة ووحشا، رحيما بالإخوان المطيعين، مشفقا بالعاصين، لا يزيد عنده صاحبه بالوفا، ولا ينقص بالجفا. شأنه الحلم والصبر، ودأبه الذكر والفكر. كل من رآه من عباد الله، يقطع عليه بمعتقده من حسن شمائلهه وجميل سيره أنه ولي من أكابر أولياء الله. مهما رآه الإنسان ذكره الله، ومهما سمع وعظه خفق القلب خوفا من الله، وغير هذا مما تكل عنه الأقلام، ويعجز دونه الإفهام.

ومن كلامه نادر المعدن رضي الله عنه: "إذا رأيت المريد تابعا لهوى نفسه، مفرطا في يومه وأمسه، مخالطا لغير أبناء جنسه، فاعلم أنه راجع إلى حيث جاء. وأول ما يجب على التائب الذي يريد تصحيح توبته، وصدق إرادته، أن يترك مخالطة أقرانه، ومعاشرة أصحابه الذين كان يصاحبهم ويداخلهم في حال بطالته، ويطرحهم عن قلبه، ولا يلتفت إليهم، وإلا لم يصح له قدم في التوبة أصلا."

وقال رضي الله عنه: "من أقبل على الله بكليته، أقبل الله عليه وأقبل بوجوه الخلق عليه، ومن أعرض على الله بكليته أعرض الله عنه جملة، وكان مرة أو مرات فالله يرحمه وقتا ما.

ـــــــــــــــــــــــ

وفيما يلي الترتيب التأريخي الزمني لمشايخ الزاوية الوزانية، من عام 1640م إلى عام 2010م.

*مولاي عبدالله الشريف المؤسس :

(ه1051 - 1089ه) --

 (م1640 - 1678م).

*مولاي محمد :

(ه1089 - 1120ه) --

 (م1678 - (1708م)

*مولاي التهامي :

(ه1120 - 1127ه) --

(م1708 - 1715م)

*مولاي الطيب :

(ه1127 - 1181ه) --

(م1715 - 1767م)

*مولاي أحمد :

(ه1181 - 1196ه) --

 (م1767 - 1781م)

*مولاي علي :

(ه1196 - 1226ه --

(م1781 - 1811م)

*سيدي الحاج العربي :

(ه1226 - 1266ه) --

(م1811 - 1850م)

*سيدي الحاج عبدالسلام :

(ه1266 - 1310ه) --

(م1850 - 1892م)

*مولاي العربي:

ــ 1892 م ــ 1906م ــ

*الشيخ مولاي الطيب:

ــ 1906م ــ 1933م ــ

*الشيخ مولاي التهامي:

ــ 1933م ــ 1975م ــ

*الشيخ سيدي محمد حيدرة:

ــ1975م ــ 2010م ــ

*الشيخ مولاي أحمد علي حيدرة:

ــ 2010 م ــ .....

والحمد لله رب العالمين وصل الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما.