adsense

2023/03/05 - 11:39 ص

عبدالإله الوزاني التهامي

                     وظائف ومهام سعيد أعراب

إن مثابرة سعيد أعراب وتفوقه في الدراسة، كانا سببا في حصوله على وظائف من بينها وظيفة في وزارة الأوقاف، وذلك عندما تقرر اختيار الطلبة الثلاث المتصدرين للصفوف الأولى في الامتحانات، وكان آنذاك الفقيه ابن موسى وزيرا للأوقاف. فتم اختيار كل من سعيد أعراب، ومحمد الفلاح وأحمد بن روحو، كما قدمت على إثر ذلك وزارة التعليم، جوائز مهمة للطلبة الحاصلين على الرتبة الأولى في كافة المدارس والمعاهد، حصل سعيد أعراب على حظه منها، وكانت أفضل جائزة حصل عليها سعيد أعراب، رحلة ممتعة نحو الديار الأندلسية (العربية الاسلامية) دامت أسبوعا بأيامه ولياليه، زار أثناءها مدينة قرطبة، ودخل جامعها الكبير، ووقف على مآثر الزهراء، وفضاءات إشبيلية الساحرة، ودخل صومعتها المشهورة (لاخيرالدا)، وصعد درجها، ووقف على الوادي الكبير الذي أخذ لباب الشعراء والمفكرين، وبغرناطة زار قصر الحمراء وجنة العريف وغيرها من الآثار، ليتأمل قول القائل:

تلك آثارنا تدل علينا          فانظروا بعدنا إلى الآثار

  فما علينا إلا أن ننظر- كما نظر سعيد أعراب- إلى آثار سلفنا نظرة المتأمل المتألم، المعتبر بتداول الأيام ودورات التاريخ.

  وهذه الزيارة –كانت السبب ربما– في أن يكتب سعيد أعراب حول أعلام الأندلس أمثال ابن حبيب، وابن عامر، وابن عبد البر، وابن الأبار، وسواهم، ومنها دراسته المهمة التي تناولت شخصية أبي بكر بن العربي، كما سنرى (بحول الله).

  التحق سعيد أعراب بوزارة الأوقاف وعمل بها كاتبا وذلك سنة 1949، وعمل أستاذا مساعدا بالمعهد الديني سنة 1950، وفي سنه 1954 عين عضوا بالمجلس الإداري الأعلى للأحباس، وذلك بظهير خليفي. وقد عاش مترجمنا رفقة الوزير محمد بن موسى حوالي ثمان سنوات، وأسند إليه (هذا الوزير) رئاسة القسم الشرعي بالوزارة، فنظمه سعيد أعراب أحسن تنظيم، وفهرس الحوالات الحبسية، كما قدم دراسة شاملة عنها، وكان يكلفه بتحرير فتاوى تعزز الأحباس عند التنازع مع الغير.

  وفي فترة حرب التحرير، كان مترجمنا يندد ويهاجم المستعمر الإسباني (بورقعة) في خطبه على منبر الجامع بحي سيدي طلحة (البرارك)، واستمر على ذلك، رغم مضايقة السلطة الإسبانية ومحاولة اعتقاله.

  كما كان يلقي كلمات ودروس التوعية بوادي مرتيل، بين المغرب والعشاء، وبعد العصر أيام رمضان الأبرك.

  وبعد حصول المغرب على "استقلاله"، التحق سعيد أعراب بالرباط حيث عمل من جديد بوزارة الأوقاف، على عهد الوزير الأستاذ الكبير المختار السوسي، فكلفه بتنظيم القسم الشرعي تماما كما سبق له أن نظم نفس القسم بتطوان.

  واستغل سعيد أعراب وجوده بالرباط، لينكب على التردد على جناج المخطوطات بالخزانة العامة بهذه المدينة (العاصمة)، منقبا على ما يشفي غليله ويشبع نهمه، وبذلك ازداد تعلق المختار السوسي به لما وجد لديه من حب الاطلاع وروح المثابرة.

  التحق سعيد أعراب من جديد بمدينة تطوان سنة 1956، وعمل أستاذا بالمعهد الديني الثانوي بها.

  وفي سنة 1963، كتب لسعيد أعراب أن يرحل إلى أرض الحجاز لأداء فريضة الحج، زار خلالها قسم المخطوطات بالحرم الشريف، والتقى ببعض الشخصيات الدينية والعلمية هناك، فكانت رحلة مليئة بالفوائد والعبر.

  انتدب سعيد أعراب ابتداء من سنة 1973 من طرف وزارة التربية الوطنية للعمل بمصلحة إحياء التراث كأستاذ متفرغ للبحث، بطلب من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ومنذ ذلك التاريخ وهو يعمل في ميدان التحقيق إلى أن لازم الفراش، كان الله لنا وله، وجازاه الله عن مجهوداته الأجر والفضل والرحمات دنيا وأخرى، آمين.

  وأما بعض نشاطات سعيد أعراب، الثقافية والفكرية والأدبية فهي كالتالي:

*ــ عمل عضوا برابطة علماء المغرب.

*ــ من المؤسسين لفرع رابطة علماء المغرب بتطوان.

*ــ عمل محررا في صحيفة (الميثاق) لسان الرابطة المذكورة.

*ــ انخرط في هيئة اتحاد كتاب المغرب.

*ــ اقترح من طرف جمعية التأليف والترجمة والنشر كعضو عامل بها.

وفي الختام أتمنى أن أكون قد وفقت في إعطاء نبذة أولية عن أستاذنا العزيز ابن منطقتنا وصديق أجدادنا سعيد أعراب، ملتمسا من الغيورين على هذا البلد الأمين، مثقفين وباحثين إعمال وسائلهم وأدواتهم في المزيد من نشر وتعميم ما زخرت به حياة أمثال سعيد أعراب من منجزات علمية وأدبية وغيرها،  خدمة للوطن وتنويرا للأجيال الناشئة والمسقبلية، وحفاظا على تراثنا الزاخر.

--------

مراجع:

"بطل جبالة" ابن عزوز حكيم. ص 31-34.

"تاريخ المغرب" للتهامي الوزاني. ج3، ص148-151.

*- "الرباطات والزوايا" جريدة الشمال عدد 127.

*- تاركا : حصن ذكره شكيب أرسلان في "الحلل السندسية"، ج68/1. وذكره الشريف الإدريسي في "نزهة المشتاق".

*- حوار الطالب مصطفى الراضي مع المترجم له سعيد أعراب بمكتبه في 11 نونبر 1986.

*- بحث جامعي للطالب محمد أعراب.

*- جريدة الشمال عدد: (204 / ص16) . 13-19 يناير 2004.

*- جريدة الشمال عدد: (205/ ص16). 26/20 يناير 2004.

*- جريدة الشمال عدد: (206/ص17) 27يناير-02فبراير 2004.

*- جريدة الشمال عدد: (207/ص18) 10- 16 فبراير 2004.

*- جريدة الشمال عدد: (208/ص16) 17-23 فبراير 2004.