adsense

2022/06/03 - 10:29 م

بقلم عبد الحي الرايس

تثمينٌ واقتراح

ازْدان فضاءُ مطار أنفا (سابقاً) بِتُحْفةٍ غنَّاء، وحديقةٍ فيْحاء، تُنْسِيكَ صَخَبَ البيضاء، تستقبلك من السادسة صباحاً إلى آخر المساء، تُنعشك برذاذ نافورتها، وقناةِ مياهها، وتُعدِّدُ أمامك الساحاتِ المُعْشوشبة، والممرات التي تصطفُّ على جنباتها الشجيراتُ والأشجار.

فإذا شئتَ تزحْلُقاً أو رياضة عَدَّدتْ أمامك أحواضاً وألعاباً لكل فئات الأعمار.

وإذا طلبتَ خدمة، فَلَكَ مكتبٌ للاستقبال والإرشاد، وشباك بنكي، ومرافقُ صحية، وأكشاكٌ تلبِّي الطلبَ في حضور واستحياء، دون تطاوُل على الحديقة ولا اكتساح، وسِلَلٌ للبقايا تتناثر في كل الأرجاء.

إن كنتَ من هواة المشي أو العَدْوِ فَتُهْ في ممراتها، وانْعَمْ بنقِيِّ هوائها، وطِيبِ أشدائها.

وإن كنتَ من عُشاق الطبيعة المُغرَمِين بالبِيئة فَمَايِزْ بين مَرَابِعَ مُزدانةٍ بالخضير، وأخرى بقُلَّامٍ (Ficoïde) ) يُوَفِّرُ الاخضرارَ والإزهار، دون إغراءٍ بالافتراش، أو استنزافٍ للمياه، والْحَظ ْحُضورَ عَيِّنَاتٍ من الأشجار، تتعايش مع الجفافِ ونُدْرَةِ المياه، وأخرى تُوَفِّرُ الظلال كأشجار الدُّلْبِ والصفصاف.

أما إذا كنتَ من المُستهامِين بالأشجارِ المُزْهِرة فتمهَّل، سَتَسْتوقفُك أشجارُ (البراشيشيتون) بأزهارها الحمراء، و(كريفيليا) بأزهارها الصفراء، في هَيْمنةٍ واكتساح.

ولكنك ستفْتقدُ (الجكرندة) بِطَلْعتها البنفسجية، و(الأرجوان L’arbre de Judée) بإطلالتها الوردية، و(الإيريترينا ) بِحُمْرتها الزاهية.

من هنا تأتي مُناشدةُ وكالة التعمير والتنمية الساهرة على إحداث وتأثيث فضاءِ مُتنزَّه أنفا المُمْتدِّ في شطره الأول على مساحة 18 هـكتاراً، أن تحرص في القادم من الأيام، ومجهودِ الضمِّ والاستكمال، على مزيد من التنويع والإتمام، باستحضار ما غاب من مُزْهر الأشجار، فلن يُضيف ذلك غير مزيد من الروعة والإمتاع، والسحر والبهاء.

وأمل في أن يقصد مُخططو المُتَنزهات، ومُتعهدو الحدائق في ربوع الوطن هذا المكسب الجديد ليستلهموا منه الدروس والْعِبَر، ويَقْبِسُوا منه قبساتٍ تُبهج النفوس وتُخَلِّفُ طِيبَ الأثر.