adsense

2022/02/02 - 11:43 ص

أكد رئيس غينيا بيساو عمر سيسوكو إمبالو مساء أمس الثلاثاء 01 فبراير الجاري أن حكومته تسيطر على الوضع في البلاد بعد "محاولة انقلابية" أوقعت "العديد" من القتلى، في أحدث فصول الانقلابات في غرب إفريقيا.

وعقد إمبالو مؤتمرا صحافيا بدا فيها سالما هادئا بعدما حوصر مع الوزراء في مقر الحكومة الذي شهد محيطه بعد الظهر ولساعات تبادلا لإطلاق النار.

وحوصر رئيس الدولة وأعضاء الحكومة بتواجد مسلّحين لم تعرف دوافعهم داخل المقر خلال جلسة طارئة لمجلس الوزراء، وفق شهود، أكدوا أن هدفهم كان "قتل رئيس الجمهورية وكل أعضاء الحكومة".

وفي تصريح للصحافيين قال الرئيس إنه "كان بإمكان المنفذين أن يتحدثوا إلي قبل هذه الأحداث الدامية التي أوقعت العديد من القتلى والمصابين بجروح بالغة"، من دون أن يحدد بشكل واضح هوية منفذي المحاولة الانقلابية التي قال إن دوافعها "قرارات (كان قد) اتخذها، خصوصا مكافحة المخدرات والفساد".

وشدد على أن العملية كانت "معدة ومنظمة"، إلا أنه أصر على أنها "معزولة"، وروى الرئيس أنه وجد نفسه "محاصرا بإطلاق نار من أسلحة ثقيلة مدى خمس ساعات" ومعه أحد مساعديه وحارسان شخصيان ووزيرة، مشيرا إلى أن المعارك أوقعت "العديد من القتلى".

وقال الرئيس في تغريدة على تويتر "أنا بخير والحمد لله"، مؤكدا أن "الوضع تحت سيطرة الحكومة"، وذلك بعد تأكيده في مكالمة هاتفية مع وكالة فرانس برس أن "كل شيء على ما يرام". وأشار الرئيس إلى توقيف عدد من الأشخاص على خلفية المحاولة الانقلابية.

شجبت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) "محاولة الانقلاب" في غينيا بيساو. وأعرب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي محمد عن "قلقه البالغ"، معربا أن إيكواس والاتحاد الإفريقي يحملان العسكريين مسؤولية الأحداث؛ نظرا لكونهم مؤتمنين على أمن الرئيس والحكومة، ودور الجيش في أحداث الثلاثاء موضع تساؤلات كثيرة في بلاد ماضيها حافل بالاضطرابات وتتولى فيها القوات المسلحة موقعا رياديا.

وغينيا بيساو بلد صغير يبلغ عدد سكانه مليوني نسمة، يقع على الحدود مع السنغال وغينيا ومعتاد على الانقلابات السياسية.

ومنذ استقلالها عن البرتغال في عام 1974 بعد حرب تحرير طويلة، شهدت البلاد أربع انقلابات (آخرها عام 2012) ومحاولات انقلاب وحكومات متعاقبة، ومنذ عام 2014، التزمت البلاد بالعودة إلى النظام الدستوري وذلك لم يبعدها عن الاضطرابات المتكررة، لكن دون عنف.

وتشهد البلاد فسادا مستشريا، كما أنها تعتبر مركزا لتهريب الكوكايين بين أميركا اللاتينية وأوروبا.

وتلعب القوات المسلحة فيها دورا بارزا، وكان إمبالو (49 عاما) قد تولى في فبراير 2020 الرئاسة وانتقل إلى القصر الرئاسي رغم استمرار الاحتجاجات، ومنذ أشهر يدور خلاف حاد بين إمبالو ورئيس الحكومة نونو غوميز نابيام، في حين يخيم على الحياة السياسية طيف الإقالة المحتملة للأخير من منصبه وحل البرلمان.

وتأتي أحداث الثلاثاء في سياق من انقلابات تشهدها دول غرب إفريقيا منذ 2020،: في مالي في غشت من ذلك العام ومجددا في مايو 2021 وفي غينيا في سبتمبر 2021 وفي بوركينا فاسو في يناير من هذا العام.

وإمبالو مدعو هذا الأسبوع للمشاركة في قمة للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا من المقرر أن يتناول البحث فيها المستجدات في هذه البلدان.

وفي نيويورك دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى "الوقف الفوري" للقتال في بيساو و"الاحترام الكامل للمؤسسات الديموقراطية في البلاد".

وقال الأمين العام في بيان إنه "قلق للغاية من التقارير التي تتحدث عن قتال عنيف في بيساو".