adsense

2021/06/16 - 8:17 م

بقلم: حورية اقريمع

....لم تكن تلك الفتاة الجالسة تحت شجرة الأرز التي تتربع بشموخ وكبرياء بحديقة الحي الجامعي إلا نجوى...كان المكان خاليا تماما...أخذتها الذكريات بعيدا إلى ذلك اليوم الذي حصلت فيه على شهادة الباكالوريا...كان يوما مختلفا عن الأيام الأخرى...تسابقت التلميذات إلى السبورة المعلقة وسط ساحة المؤسسة إلا هي...فقد تباطأت قليلا...كان تباطؤها هذا يحمل في طياته معان كثيرة...وسرعان ما أحاطتها زميلاتها وأخبرنها بأنها حصلت على أعلى معدل بالمؤسسة بل حتى على صعيد الإقليم والعمالة....

كانت فرحتها عارمة وهي تزف خبر نجاحها  لوالدتها " الحاجة عائشة"  ولعمها" الحاج علي " الذي كان بمثابة والدها فقد تولى رعايتها بعدما توفي والدها " الحاج أحمد" ...تنفس الصعداء وندت عنه ضحكة طويلة ظهرت على إثرها أضراسه وقال ممازحا:

إبتداء من اليوم أصبح لدينا دكتورة في الدوار  أليس كذلك يا حاجة " عائشة"

ردت عليه الحاجة " عائشة " : الأمر كله موكول لنجوى يا حاج...أليس كذلك ؟!! هيا نجوى أخبري عمك عن مشروعك المستقبلي

_ عمي : لقد اخترت أن أنتسب لمعهد الهندسة المعمارية بالعاصمة ...

_ ماذا تقولين يا ابنة أخي !! أين نحن من العاصمة...إننا مجرد فلاحين يا ابنتي لاتنسي ذلك...

_ بعد اذنك يا عمي لقد أخذت قراري ولن أتراجع عنه وأنا على يقين تام بمباركة الله سبحانه وتعالى لذلك...

_ هكذا إذن: وأنا الذي كنت أفتخر أمام سكان" الدوار " وأقول أن إبنة أخي ستصبح دكتورة....

_ لا بأس يا عمي دكتورة أو مهندسة...الكل سيان أليس كذلك....

أقبلت على عمها وقبلت يده ورأسه ، أمسكها برفق وربت على كتفها وهو يقول :

كفى يا نجوى ، فأنت مفخرة الدوار كله...لقد رفعت رؤوسنا يا ابنتي....

يتبع....