adsense

2021/06/08 - 11:31 م

بقلم عبد الحي الرايس

صرفتم الكثير من الوقت في تشريح الواقع وفي التشخيص، وتنافستم في رسم الآفاق وفي التبشير، وكل ذلك يدغدغ المشاعر، ويمني بالتغيير.

الآن حصحص الحق، ولم يعد مقبولا التسويف أو التلويح بالرهان البعيد.

إذ لا يمكن تدبير الجديد بما عطل وأودى بالقديم، ولم يعد ثمة مجال للإلهاء والترقيع

والعربون الأول من التعليم:

فإما لغة وطنية، ومدرسة مغربية، ووظيفة عمومية، وتدقيق في اختيار وتأهيل الكفاءات المهنية، ورفع قدرها في الأوساط الشعبية، وإما تكريس للواقع، وإمعان في التبخيس والتبعية، ولن تقوم للتنمية الحقيقية معهما قائمة.

وأما العربون الثاني، وهو ينافس الأول في الصدارة والأولوية، فهو التصدي للفساد في كل مظاهره وتجلياته، وعدم مهادنة العاملين على استنساخ صوره وتزكية ممارسيه ومُسْتمرئيه، والمتلاعبين بمصالح البلاد والعباد.

رهانان أساسيان، ودعامتان قويتان، لكل بلد ناهض، وكل توجه تنموي طموح، مصر على تجاوز الأخطاء والتجارب العاثرة، وتسريع وتيرة التنمية المستدامة الشاملة.

والحال أن البلد مقبل على اختيار نخبه لتدبير شؤونه محليا، جهويا، ووطنيا، وإقرار توجهاته، والبت في اختياراته.

فإما أوْبةْ إلى الذات والهُوية، وانسلاخٌ عن كل ما كان معطلا لمسيرة التنمية، وإما إمعان في السير بنفس الطاقات، وسابق الاختيارات، وعفوٌ متجددٌ عن كل من تَغِيبُ عنده الروح الوطنية، ويتهافت على الريع مُحْدِثاً ثقوباً في سفينة التنمية، ولا مجال بعدها للتنصُّل من المسؤولية، وإلقاء التبعة على من كانوا بالأمس، ومازالوا إلى اليوم تُجَّارَ المواقع، المتهافتين على المناصب، المُلوِّحين بالشعارات، المستنزفين للخيرات، المُصَادِرين للحقوق والحريات.

بالمُخْتصر المفيد: هاتوا بُرْهانكم تجدوا كل الشعب مُصْطَفّاً في رحابكم، مُلبِّياً لندائكم، وسلامٌ على المُهْتدين.