adsense

2021/05/17 - 10:23 ص

 بقلم عبد الحي الرايس

توجيهُ خالق الأكوان لرسوله ومبعوثه إلى الناس كافة يدعوهم إلى التآخي والسلام، والتحلي بمكارم الأخلاق.

ينطبق هذا التوجيه أكثر ما ينطبق في عصرنا على أرض فلسطين وأهاليها الكرام، فقد كانوا يَحْيَوْن في دَعَةٍ واطمئنان، إلى أن توافد عليهم قومٌ بَادَؤُوهُم بالعدوان، أخرجوهم من ديارهم وذبَّحوا النساء منهم والشيوخ والأطفال، وأسروا الشباب وأودعوهم المعتقلات، متعللين باسترجاع حق مزعوم، ومدعومين من قوة دولية تُسْنِدُهم في تسلطهم بدون شروط.

والعدوان على الأحرار يستتبع المقاومة والاستشهاد، ومن غرائب العصر أن يُسَخَّر الإعلام لقلب الحقائق، وإلباس الحق ثوب الباطل، فالدفاع عن الأرض والمسكن صار يُوسَمُ بالعدوان، والتهجير والاحتلال صار يُنعت بمكافحة الإرهاب، وفي عالم سادت به شريعة الغاب خلا الجو للغزاة المتسلطين، يُخرجون الأهالي من بيوتهم ليمَكِّنوا منها المستوطنين، فإن وجدوا منهم مقاومة تخلصوا منهم بالأسر والتقتيل.

وبالأمس غير البعيد أقبل زعيم ثورة التحرير يحمل في يمناه غصن زيتون عنوانا على الرغبة في السلام، وفي يسراه البندقية تأكيدا لروح المقاومة والاستعداد للاستشهاد.

وفي الأثر أن نبي الإسلام أكد لصحابته مقولة: "انصر أخاك ظالما أو مظلوما"، فعجبوا لقوله، وسألوه: ننصره مظلوما، فكيف ننصره ظالماً؟ أجاب: بكفه عن ظلمه، ومنعه من التمادي فيه.

ولو أن المجتمع الدولي تآزر في شجب العدوان، وفي الضغط على المعتدي بالإدانة والحصار، لاَنْصَلح الحال، وَلاَنْتَفَتْ دواعي الصراع والاقتتال.

ومما يبعث على الأمل أن ثمة أصواتا صارت تتعالى في برلمانات كثير من بلاد العالم المتقدم تكشف الحقائق، وتميط القناع عن المزاعم، وتدعو إلى تطويق المعتدي وكفه عن غيه، وحمله على إرجاع الحق إلى أهله وذويه.

وفي انتظار صحوة الضمير الإنساني، والكف عن الدعم غير المشروط للمحتل الغازي، يظل المجال مفتوحا أمام مقاومة لا تملك الاستكانة للمعتدي.