adsense

2020/12/13 - 1:03 م

 بقلم عبد الحي الرايس

بِمُبادراتها تُخلِّدُ الأمجادَ وتأسِرُ العقول، في حقلها تنتزعُ الحقوقَ وتنثُرُ البذور، وفي بيتها ترعى النبوغَ وتنشرُ الحبور.

ـ اغْتنَتْ فاطمةُ بِمِيرَاثٍ مَوْفور، فآثرتْ رصْدَهُ لبناء أول جامعةٍ في المعْمور، وحاكتْها أختُها مريم، فما حادتْ عن الاختيار المحْمُود، وحَدَتْ حَدْوَهما سيدةٌ فُضْلَى في العصر المشْهُود، فوهبتْ مالَها لتعليمٍ وتشغيلٍ على النَّحْو المأمُول.

ـ استشْعرتِ السُّلاليةُ الحيْفَ وهَضْمَ الحقوق، فهبَّتْ تُطالبُ بالحق المسلوب، وباسترجاعه أكدت الانتصارَ للمُناصَفةِ كحقٍّ مشرُوع.

ـ صَدَّقتْ وآمنتْ بأن النساءَ شقائقُ الرجال في الأحكام، فما عاد لها في انتزاع حقوقها شكٌّ ولا ارْتياب.

ـ نافستِ الفتاةُ أخاها الفتى في التعليم، ومواقعِ الإبداع والتدبير، فكان لها بِجِدِّها كل ما تريد، وإذا التميُّز يبعثُ على الإنصاف والتمكين .

ـ انجذبت إلى مختبرها، واستغرقتها أبحاثها، فأتت بالمستجدات، وأغنت الاختراعات.

- أوْلَتْ بيتَها اهتمامَها، فأضْفَتْ عليه لمساتِها، أجادتْ أطباقَها، وأشْرَبَتِ اللغة والقِيَمَ صغارَها، وجعلتِ الودادَ والوفاءَ وُكْدَها وغايتَها.

ـ وابْتُلِيَتْ أخرى بِبَعْلٍ لا يرعى للبيت حُرْمَة، فآثرتِ التعاملَ بِلِينٍ وحِكْمة، إلى أن انْحلَّتِ العُقدة، وانْفرجَتِ الأزمة.

تلكم هي المرأة حين تُعْلن عن حضور، لا يُوهِنُ عزمَها كسلٌ ولا فُتُور، إنما تناضل في استماتة، بعزم وإرادة، إلى أن تحقق كل مجد وغاية.

فلتدُمْ صانعة أمجاد، مُربية أجيال، رائدةً في الطموح والانشغال، مُسْهِمَةً إلى جانبِ شقيقِها الرَّجل في تحقيق كل ازْدهارٍ ونماء.