يعاني قطاع التعليم بجماعة عين الشكاك التابعة لإقليم صفرو من مشاكل بنيوية
مستعصية تؤثر سلبا على جودة العملية التعليمية.
أبرز هذه المشاكل هو الاكتظاظ الحاد الذي لا يقتصر فقط على ثانوية أبي سالم
العياشي، حيث يتجاوز عدد التلاميذ في بعض الأقسام 47 تلميذا؛ بل يمتد أيضا إلى
المؤسسات الابتدائية، هذا الوضع يجعل من الصعب على الأساتذة تقديم تعليم فعال،
ويثقل كاهل التلاميذ الذين يجدون أنفسهم في بيئة تعليمية غير ملائمة للتحصيل.
في المؤسسات الابتدائية، يتكرر مشهد الاكتظاظ، حيث أصبحت الأقسام مكتظة
بشكل غير مسبوق، ما يثير التساؤلات حول مدى قدرة المدرسة الابتدائية الجديدة
المبرمجة على حل هذا الإشكال؛ فرغم الجهود المبذولة لتوسيع العرض التربوي، ومنها
برمجة بناء مدرسة ابتدائية جديدة بالجماعة، يظل التساؤل مطروحا: هل ستُحدث هذه
المدرسة فرقا حقيقيا في معالجة مشكل الاكتظاظ، أم أن النظام التعليمي بعين الشكاك
سيستمر في مواجهة نفس الأزمة؟.
ومع استمرار الضغط الكبير على المؤسسات التعليمية، يبقى العرض التربوي في
الجماعة هشا وغير قادر على استيعاب الأعداد المتزايدة من التلاميذ، هذه الوضعية
تُنذر بتفاقم أزمة التحصيل الدراسي وارتفاع نسب الهدر المدرسي، مما يضع مستقبل
أبناء الجماعة على المحك.
ورغم الجهود الإقليمية، مثل تخصيص اعتمادات مالية مهمة وبرمجة مشاريع جديدة
كإعدادية الأخضر غزال والثانوية التأهيلية ابن النفيس، فإن التأخير في إنجاز هذه
المشاريع يُبقي الوضع على حاله، ويُضاف إلى ذلك غياب رؤية شاملة لتطوير المنظومة
التربوية بالجماعة، مما يُثير تساؤلات حول مدى جدية التعاطي مع هذه الأزمة
الهيكلية.
إن التحديات التي تواجه التعليم بعين الشكاك تتطلب تدخلا حاسما لتسريع
إنجاز المشاريع التربوية وتوفير الموارد البشرية اللازمة، بما يشمل الأساتذة
والأطر الإدارية، كما أن الأمر يتطلب مقاربة شاملة تضمن تحسين العرض التربوي
وتطوير البنية التحتية بشكل يتناسب مع النمو الديموغرافي المتزايد؛ وإلا فإن
المنظومة التعليمية بالجماعة ستظل عاجزة عن مواكبة تطلعات الساكنة ومستقبل
أبنائها.