adsense

2023/03/09 - 4:59 م

على الرغم من أهمية النقل الحضري وضرورته وفوائده الكبيرة للإقتصاد والمجتمع، إلا أنه بمدينة فاس لم يصل إلى مرحلة النضج الحضري والكفاءة والتنوع ليتماشى مع التوسع الذي تعرفه المدينة وكذا الزيادة المضطردة للساكنة.

فٱمام الصمت الرهيب للجهات المعنية، وبعد الضجة الكبيرة التي أثارها رئيس المجلس الجماعي لمدينة فاس، عبد السلام البقالي، (المسلسل طويل ومشوق)، ولحد كتابة هذه الأسطر، تواصل شركة "سيتي باص" المفوض لها ادارة قطاع النقل الحضري بالمدينة  مسلسل تماطلها و زحفها على مطالب الساكنة, التي لم تكن في يوم من الأيام التجديد أو تطوير الخدمات، بل القطع النهائي مع هذه الشركة، وهو المطلب الذي كان يتبناه العمدة وأغلبيته.

قبل أن يلجأ الطرفان إلى التحكيم، ويطل علينا عمدة المدينة على صفحته بالفيسبوك" حضرت مساء اليوم، بمقر وزارة الداخلية، اجتماعا مع شركة النقل الحضري سيتي باص، تم الإتفاق خلاله على مشروع استثماري للملحق التعديلي لشراء 227 حافلة في ظرف 10أشهر لتحسين خدمة النقل الحضري بالمدينة"

بعد هذا التاريخ غاب كل شيء، وبقي المواطن يركب خردة الشركة، حافلات ماتت ووجب وأدها، بل إن عمرها الافتراضي تقنيا وتكنلوجيا قد تجاوزه الزمن بكثير، ولم تعد صالحة لنقل المواطنين في الزمن الماضي، رغم أن الشركة كانت قد تعهدت بتدبير هذه المرحلة الإنتقالية في غضون شهرين من التوقيع على ملحق العقد عبر اقتناء 50 حافلة مستعملة، من أجل دعم الشبكة والاستجابة لحاجيات الخطوط التي تعرف ضغطا مستمرا، بغلاف مالي محدد في 20 مليون درهم تتحمله الشركة؛ لكن شيئا من هذا لم يحدث، وظل الوضع على ماهو عليه.

فالوضع أكثر من سيء بل كارثي، وصمت مريب لمنتخبي المدينة، بعد العجعجة التي قام بها عمدة المدينة، حتى خيل إلينا أن هذا المشكل سيجد حله العاجل على يد هذا الرجل، وظنناه يفكر بجدية في نقل حضري مستدام يليق بفاس وتاريخها ومجدها، وأن الخطوة المقبلة أن يجد الحلول لينقذ المدينة من الوضع السيء الذي وصلت إليه في عدة قطاعات، منها  النظافة والإنارة  العمومية، ناهيك عن حركة السير والجولان، مع الإنصات لمطالب الساكنة والتفاعل معها بإيجابية.

لكن كبا حصان البطل في أول امتحان، والله المستعان ...

ولنا عودة لذات الموضوع...