adsense

2018/06/20 - 10:02 م

بقلم عبد الواحد الرايس
عندما يُصابُ المرْءُ أو القُطرُ بكبْوة أو تحُلُّ به أزمة، لن يُجديَهُ نفعاً تَعْدادُ الإسقاطات، أو التنصُّلُ من التبِعات، وإنما يتعينُ عليه مواجهةُ الذات ليَسْبُرَ مكامنَ الخلل، ويقفَ على مواطنِ الزلل.
- الأفرادُ على تمايُزِ حالاتهم مرهونونَ بفكرهم وإرادتهم في القدرةِ على النهوضِ من العثرات، وتدارُكِ ما فات.
- أما الأقطارُ فمعاييرُ الطفرةِ والنماء لم تَعُدْ سِرّاً ولا حِكْراً على أحد:
تشخيصُ الواقع والموقع، وتحديدُ مصادر الثروة المادية مُنْطلَقٌ أوَّل
وثمة أقطارٌ تسلقت المراتبَ رغم نقصِ الثروات، وشـُحِّ الموارد.
والثروةُ البشريةُ تظلُّ الرهانَ الأكبر، إذا أُحْسِنَ استثمارُها جاءتْ بِخيْر العائدات.
والتعليمُ ركيزة وأساس، ولن يُفلحَ تعليمٌ اقتصر على النخبة، أو اكتفى بالشكل وغابتْ عنه الرؤية.
والتنمية إذا لم تكنْ شاملة تَعُمُّ كل أنحاء القطر ، وتستهدفُ سائرَ أفراد الشعب بالتأهيل والإدماج، صارت مجالاً للممايزة ، ومصدرَ كل نقمةٍ وحساسية.
مواجهةُ الذات لا تقبلُ التمويهَ والترقيع، وإنما تستدعي المكاشفةَ والمصارحة، وتَلَمّسَ الحلول الناجعة، الجريئةِ الرائدة.
والبلدُ النامي بلدٌ على خطِّ العدالةِ الاجتماعيةِ وتكافؤ الفرص سائر، ينتفي فيه الرِّيع، ويحضرُ فيه الابتكارُ والتجديد، تتنقلُ بين ربوعه فتجد معاييرَ استدامةِ التنمية ماثلة في كل قريةٍ وحاضرة.
وتتقصى  عن مُدبِّريه، فتعلمُ أنهم عن النزاهة يصدرون، وفي حسن الأداء يتنافسون، وعن مسؤوليتهم يحاسَبون.
وتتملى واقعَ أهاليه فتُلفيهم به يتعلقون، وعن مكاسبه يتحدثون، وإلى الدفاع عن سمعته ووحدته يتسابقون.
مواجهة الذات  انطلاقاً من مراجعة الاختيارات، وإعادة النظر في تحديد الأولويات خيرُ سبيلٍ لتصحيحِ المسار، وتداركِ ما فات.