adsense

/www.alqalamlhor.com

2016/11/08 - 9:48 م


بقلم الأستاذ حميد طولست



وفي تطور جديد للصراعات اللا أخلاقية التي تتخبط فيها مختلف اﻷحزاب اللاهتة وراء الكعكة الوزارية ، بدون كفاءة أو موهبة أو عمل والمعتمد في توزيعها على سلوك "باك صاحبي" ، جاء الخطاب الملكي التاريخي بمناسبة الذكرى 41 للمسيرة الخضراء ، موافقا لما ينتظره الشعب المغربي من عاهله ، وكأنه نصره الله وأيده ، شق على قلوب المغاربة ، خاصة في الشق المتعلق من الخطاب بتشكيل الحكومة وما صاحبها من قيل وقال سياسي ، خلال مشاورات والمفاوضات التي خلفت قلقا وخوفا لدى المواطن من تلاعب التحالفات الهجينة -التي تعطي الأولوية للحسابات السياسية على حساب المصلحة العليا للوطن والبرامج الجادة والواضحة - بإرادة الشعب ، فتفرز تشكيلة حكومية جديدة هي إمتداد لسابقتها ، الأمر الذي لم يطمئن منه إلا بقرار حرص الملك على تشكيل الحكومة المقبلة طبقا للمعايير التي يختار بها  نصره الله وأيده مساعديه ، والبعيدة كليا عن الاعتباطية و العاطفي و التي لا تخضع للمحسوبية والصداقة والمجاملة، ولا تتم إلا عن علم وخبرة وحنكة ودراية، ووفق منهجية صارمة تضع الرجل المناسب في المكان المناسب،  عن جدارة واستحقاق ، لأن الأمر لا يتعلق بتسيير ضيعة فلاحية ، وإنما بتدبير شؤون دولة وأمة ، يحتاج إلى حكومة جادة وفعالة ومسؤولة ببرنامج واضح تتلاءم مع الأولويات المحددة للقضايا الداخلية والخارجية ، حكومة قادرة على تجاوز الصعوبات التي خلفتها السنوات الماضية فيما يخص الوفاء بالتزامات المغرب مع شركائه، بهيكلتها الفعالة والمنسجمة ، وكفاءاتها المؤهلة في كل اختصاصاتها القطاعية المضبوطة.
وللحصول على حكومة من هذا القبيل ، فعالة ومنسجمة ، ينبغي أن لا تكون مسألة حسابية تتعلق بإرضاء رغبات أحزاب سياسية ، وألا تكوين أغلبية عددية وكأن الأمر يتعلق بتقسيم غنيمة انتخابية، وأن يعتمد في تشكيلها على ذوي الإمكانات الكبيرة والمؤهلات الفذة ، والأدمغة والعقولا والخبرات والكفاءات العلمية والمهنية والاخلاقية ، التي تزخر بها  مؤسساتنا ووزاراتنا بل وتضيق بهم ، لكنها مركونة في المكاتب وتعيش أقصى مراحلة تحيز حزبيين لكوادر الخازية، وتآمر الشخصيات ، والزعاماتيات الضعيفة وغير المقنعة على ذوي الإمكانات الكبيرة والمؤهلات الفذة ، العلمية والمهنية والاخلاقية ، والتي ليس في مصلحتها أن تكون في أمكانها المناسب ، ما أغرق المغرب بالفاسدين وناهبي المال العام الذين لم يتركوا للشعب إلا الفتات ..