adsense

2020/06/19 - 1:11 م

بقلم أيوب تاسي 
مع حزمة التدابير والإجراءات الاحترازية التي تعيشها بلادنا ومع التقسيم الذي نهجته الدولة في ضوء الإجراءات الجديدة بحسب بيان حكومي، اعتماد إجراءات مختلفة من خلال تقسيم البلاد إلى منطقتين 1 و2، الأولى خلت من كورونا، ولا يحتاج سكانها رخصة الخروج، بالإضافة إلى السماح لبعض القطاعات فيها باستئناف العمل، والمنطقة الثانية لا تزال تسجل حالات إصابة ويتطلب الأمر رخصة للخروج، بالإضافة إلى إغلاق المتاجر في تمام الساعة الثامنة  مساء ، والإبقاء على عدد من القطاعات مغلقة.
بدأ يطفو على سطح النقاش بين المغاربة موضوع السفر من أجل تخفيف الضغوطات النفسية، فتصبح الجملة الأكثر تداولاً هي: "أين سنقضي أيام العطلة..؟ "، والجواب يختلف باختلاف الوجهة التي يختارها كل شخص وكل أسرة بين المناطق الساحلية للمغرب أو النزهة الجبلية كوجهة مفضلة لكثير من الأسر والعائلات، لكن المؤكد أن الدخل المادي يسيطر على الاختيارات والتوجهات في ظل الأزمة الاستثنائية الحانكة التي تعيشها جل الأسر والتي يسيطر عليها الخوف الكبير من انتشار العدوى خاصة في التجمعات وأثناء التنقل أوالتنزه حيث أن التخطيط المسبق الذي تنهجه العائلات راح في مهب الريح لصعوبة التنقل خاصة بين المنطقتين 1و2.
فالطبقات الفقيرة لا تملك الإمكانيات المادية التي تخول لها التمتع بالعطلة، بل إنها تفكر في كيفية توفير مصاريف عيد الأضحى الذي يطرح تخوفا كبيرا  لدى الجميع خاصة الفلاحين الذين دأبوا كل سنة على إعداد القطيع لعيد الأضحى قصد بيعه في الأسواق الكبرى، من استمرار الوضع على ما هو عليه لأسابيع أخرى، خصوصا حالة الطوارئ الصحية التي ساهمت بشكل كبير في ضعف القدرة الشرائية لديهم كما أن الظرفية الحالية ساهمت في التأثيرعلى وضعيتهم، وجعل الكثيرين من الأسر يتخوفون من أن تكون لتداعيات هذه الجائحة قرارات أخرى في الفترة المقبلة، وكذا مصاريف الموسم الدراسي الجديد بعدما أنهك صبيب الأنترنيت جيوبهم في التعليم عن بعد خلال هذه الفترة الحالية ، بينما نجد الطبقات المتوسطة تخطط لقضاء العطلة قبل شهور عبر توفير المال خلال السنة وقد تمتد العطلة عند الطبقة المتوسطة على أبعد تقدير لأسبوع واحد لتترك المجال لأطفالها لقضاء ما بقي من الأيام في المخيمات الصفية عبر مراحلها التخييمية ، والتي ألغتها جائحة كرورنا  وحرمت الأطفال منها هذه السنة. وأما الطبقة الميسورة، فتميل إلى تقسيم عطلتها بين المناطق الترفيهية وقد تكون هذه المناطق خارج البلد أيضا .
ويمكن تحديد:" ثقافة العطلة بمفهوم إلى أين... ؟" إذ اعتاد المغاربة على أخذ قسط من الراحة سواء في في نهاية الأسبوع أو العطلة الصيفية، عن طريق الخروج في نزهة خارج المنزل وغالبا ما تكون عبر التوجه إلى الفضاءات التي تزخر بمعالم طبيعية كالغابات أو الشواطئ القريبة من المدينة، خاصة إذا كانت هذه الأسر تقطن في المدن الساحلية، ويبقى موضوع السفر والتمتع بالعطلة رهين بالوضعية الحالية ووعي المواطنين واجتهادهم في محاصرة تفشي الوباء".