adsense

2020/06/03 - 11:16 م

بقلم عبد الحي الرايس
يَتَغَيَّربِمَلَكِيَّتِه يتشبَّث...طموحاتُه تتحقق، ومؤسساتُه تتجدَّد، وأحزابُهُ بطليعتها الشبابيةِ المؤهَّلةِ تتطعَّم، تُبرمِجُ مُؤتمراتِها قبل نهاية السنة الجارية، وتتهيأ لانتخاباتٍ شفافةٍ نزيهةٍ عند منتصف السنة الموالية، فتُفرِزُ نُخَباً في مستوى المسؤولية، تتجنَّدُ لممارساتٍ تضمَنُ النماءَ الواعد، وتتداركُ الوقت الضائع، تُرَاجِعُ الاختيارات، وتُبْرزُ الأوْلويات، وتَمْضِي قُدُماً على طريق استثمار الثروات، والتحرُّر من التبعيات، تنْشرُ الأمنَ في الرُّبُوع، وتُعيدُ الطمانينة إلى النفوس، تُشِيعُ العدْلَ وتكافؤَ الفرص بين الناس، تُجْهِزُ على الأمية، وتعبِّئُ الجميع للانخراط في مشاريع التنمية.
وكأني بِمُسْتوقفٍ يتساءل: أليس في هذا شيْءٌ من الاندفاع؟ ألا يَعْدُو أن يكونَ ضرباً من الأحلام؟ ألا يستدعي التغييرُ رَوِيَّةً وبُعْد نظر؟ وتشاوُراً وترتيباً للأمور؟ ورُبَّما تعديلا في الدستور؟ وتُجِيبُ البديهة بأن الإرادة المشتركة كفيلة بتخطي الصعوبات، وجعْلِ المُستحيلاتِ مُمْكِنات، فالإنسان ينتج السياسة مثلما أن السياسة تكتشف الإنسان.  
وفي تجاربِ الأمم، ورصيد الوطن إنجازاتٌ خارقة تم الترتيب لها في أمَدٍ وَجيز، وبتعبئةٍ عَزَّ لها النظير.
في بعض البلاد كان الدستور المكتوبُ لاحقاً وليس سابقا، وفي بعضها الآخر طلب قائدُ البلد ـ بعد تحريره ـ إجراءَ الامتحانات في الجامعات بلغة الْهُوية، فكان الاعتراضُ بأن الأمر يتطلب سنوات للترجمة، وجاءت إجابته:"أيا كانت لغة التعليم، فالامتحان عند نهاية السنة ينبغي أن يكون باللغة الوطنية، وهكذا تم رفع التحدي، ونجحت التجربة.
وبعد:
إن هي إلا رُؤيَة من يَتُوقون إلى التغيير، ويسْتعجلون البديل، وفي الطريق لا محالة كوابِحُ وعثرات، ولكن الإرادة الجماعية كفيلة بمواجهة التحديات، وربح الرهانات، إذا خلُصَتِ النوايا، وتحرَّرتِ الإرادات.