بقلم الأستاذ حميد طولست
فوز مستحق وتأهل تاريخي نحو مونديال
الشيلي.
في ليلة كروية لا تُنسى، حقق المنتخب
الوطني المغربي لأقل من 20 سنة فوزًا ثمينًا ومستحقًا على نظيره السيراليوني بهدف
دون رد، ليحجز بذلك بطاقة العبور إلى نصف نهائي البطولة، ويضمن مكانه عن جدارة
واستحقاق في كأس العالم القادمة بالشيلي.
لقد كان أداء الأسود الصغار/الكبار
عنوانًا للروح القتالية والانضباط التكتيكي، حيث أظهر اللاعبون نضجًا كرويًا
لافتًا وشجاعة في الميدان، خصوصًا أمام خصم عنيد ووسط أجواء تحكيمية أثارت الكثير
من علامات الاستفهام. وإذا كان هذا الانتصار يُحسب للجميع، فإن نجم اللقاء بلا
منازع كان الحارس يانيس بنشاوش، هذا البطل المغربي الذي وقف سداً منيعاً في وجه
المحاولات السيراليونية المتكررة، وتصدّى ببسالة لعدة كرات خطيرة في لحظات حاسمة
من اللقاء، مؤكدًا أن المغرب يملك مواهب حقيقية في خط المرمى.
ورغم التحامل التحكيمي الواضح، الذي
كاد أن يفسد فرحة الجماهير المغربية، فإن إرادة اللاعبين كانت أقوى من كل
العراقيل. هنا يُطرح السؤال القديم الجديد: إلى متى ستبقى كرة القدم العالمية
رهينة لقرارات تحكيمية مثيرة للجدل؟ صحيح أن الأخطاء جزء من الطبيعة البشرية، لكن
حين تتكرر في اتجاه واحد، وتُسهم في تغيير مجرى المباريات، تصبح الشكوك مشروعة،
وتطلّ نظرية "المؤامرة" برأسها من جديد.
لقد شهدت الساحة الرياضية عبر التاريخ
أحداثًا كثيرة أثارت الجدل، ومباريات حُسمت بقرارات مشكوك فيها، وهو ما يجعل موضوع
المؤامرات في الرياضة – رغم حساسيته – حاضرًا دائمًا، ويصعب استبعاده تمامًا. ومع
ذلك، يبقى الرد الأمثل على مثل هذه العقبات هو ما قدمه شباب المغرب اليوم: العمل
الجاد، واللعب النظيف، والإيمان بقدراتهم، فهكذا تُبنى المنتخبات العظيمة، وهكذا
يُصنع المجد في عالم لا يعترف إلا بالأقوياء.
تهانينا القلبية لأشبال الأطلس،
وموعدنا مع مزيد من التألق في نصف النهائي، ثم في ملاعب الشيلي حيث تنتظرنا تحديات
أكبر وأجمل.