adsense

2021/07/04 - 1:38 م

بقلم عبد الحي الرايس

تخيَّرُوا لتمثيليتكم، فإن الاِحْتيالَ دَسَّاس، لا تنساقوا مع بريق الوعود, ولا مع كريم العطاء، ولا مع معسول الكلام.

ولكن انظروا ماضيَ المرْء وسيرتَه بين الأنام، تلكم علامةٌ فارقةٌ أولَى، فإنْ كانت له تجاربُ سابقةٌ فتفحصُوها بإمعان، هي دليلُه وعُربونه في القادم من الأيام.

إن كان ممن يتواصلون، يُقيمون على العهد ولا يلْتوُون، لا يتحولون ولا يغْتنون، فجدِّدُوا الميثاق، وتعاقدُوا معه على معلوم الالتزام.

وإن كان ممن يتنكرون، وللريع يلتمسون، وعلى الكسب السريع يتهافتون، بالوعود يُمطرون، ولها في بداية الطريق يُخلِفون، فأقيموا بينكم وبينه حاجزاً سميكاً، ولا تكونوا ممن ينْخدعون.

أنتم مسؤولون تجاه ذواتكم، وتنمية مجالكم، ومستقبل أجيالكم، فتحملوا المسؤولية واستشعروا عبئها وجسامتها، ولا تحيدوا عن الجادَّة.

إنما معيار الممارسةِ المسؤولةِ التحامٌ وتَمَاهٍ بين تمثيلية وتشاركية، ولقاءاتٌ متجددة للتواصل والإخبار، والتشاور وإنضاج الرؤى والبرمجة.

وأفيدوا من تجارب الغير، فما أفلحوا إلا بعد أن صارُوا في كل صغيرةٍ وكبيرةٍ يتشاورون، وعند صائب الرأي ينْزلون، ولمن تحمَّلَ المسؤولية يُحاسبون ولا يُهادنون، وللمواقع لا يتهيبون، بالحقوق يطالبون، ولإنجاح الرؤى يتعبؤون، وفي صائب التوجهات ينخرطون.

زَمَنُ الزيْف وَلَّى، ورهانُ الأمس فضح وجَلَّى، والمُومنُ لا يُلدَغُ من جُحْر مرتيْن، ولا يُكرر مع عاثر الممارسات تجربتيْن.

وقد آن الأوانُ للشباب: يتحمل المسؤولية، يُبشر بالتغيير، ويَتجاوز النمطية، يُعطي المثالَ ويُلغي التبعية، يُنعش الآمال، يُحقق الأحلام ويمنح الريادةَ السبقَ والأولوية.

فيا قوم هُبوا للإصلاح والتغيير، وكُفوا عن اتباع زيْف الوعود، ومعسولِ القالِ والقيل، إنما الأوطانُ تُبنى بصادق الممارسات، وصائب التوجهات، بمنأى عن كل زيف وتمويه.