adsense

2021/05/20 - 11:03 م

بقلم عبد الحي الرايس

في سياق تزايُد الاهتمام بالمحيط البيئي المُراهنِ على رفع نسبة حضور المساحات الخضراء بالمدن، وإحاطتها بالغابات الحضرية والأحزمة الخضراء.

تفجؤنا وتفجعنا حالة التدهور والإهمال الذي صار يَرِينُ على غابة عين الشقف الحضرية على مشارف الوسط الحضري بفاس، التي كانت في ماضيها قِبلة لعشاق الطبيعة، وهواة المشي والرياضة، وأطفال المدارس والأسر يرتادون مساراتها، في طمأنينة وأمان، ويفترشون الأرض على ضفاف الوادي الذي كان يعبرها في نقاوة وصفاء

كانت العناية بها فائقة، وكانت الحراسة بها دائمة، والصيانة بها مستمرة، وكانت المروحياتُ تُحلق في فضائها تُبيدُ أعشاش الحشرات التي تستوطن ذؤابات أشجارها، وكان التَّوْقُ والوعْدُ بإحداث مركز للتربية البيئية بها، وإلحاق مرافق صحية بأحد أركانها.

ما الذي طرأ عليها فبدَّل حَالَها؟!

تلَوَّثَ النهرُ، وتراجع مستوى الحراسة، وتضاءلت فرص الصيانة، وأُخْلِفتْ وعودُ التجهيز والعناية،

وحتى الشُّجيْراتُ التي يتم غرسُها في موسم الشتاء بهدف التخليف والتكثيف، لا يكاد يَمُرُّ عليها صيفٌ حتى تذوي وتختفي بسبب التقصير في الرَّيِّ والإهمال.

ومع ذلك تظل الغابة صامدة حاضرة، تشكو حالها لعشاقها، وتخشى الأطماع الجائرة.

وتظل مسؤولية رواد الغابة عن التلويث والإتلاف حاضرة قائمة، ووسائل الإغاثة والإطفاء غائبة.

والجوَّالون المَشَّاؤون إذ يتنقلون بينها وبين غابة تغات الْمُطِلَّةِ من عَليائها على فاس يأسَوْن لمشروعٍ ما أن بُوشِر الاشتغالُ عليه، والتبشيرُ به حتى تعطل وتوقف، وكان حرياً به أن يتواصل ويتعزز.

والبيئيون، وهم يتجولون في ربوع الوطن، ويرْصُدُون كل إنجاز تَحقَّق، يَنبهرُون ويُثمنون ما عرفه "متنزه بيرديكاريس" بغابة الرميلات في طنجة عروس الشمال من تجهيز واهتمام، وإغراء ٍبالارتياد والاستمتاع، بعد أن كانت الصفة الملازمة له (قاصدُهُ مفقود، والعائدُ منه مَوْلود)، ويأملون ويتطلعون إلى أن يسكن هاجسُ السهر على تكثيف حضور الأحزمة الخضراء، والعناية بالغابات الحضرية المسؤولين في المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، على المستوى المركزي، والمحلي، ويَشمَلَ مُخْتلِفَ أرجاء الوطن.