adsense

2020/12/04 - 12:25 م

بقلم الأستاذ حميد طولست

قررت البدأ بالحلقة الثانية من سلسلة " معضلة الإنتخابات " بالفقرة التي أوردت في الحلقة الأولى والمقرة "بأن قضية الإنتخابات قضية شائكة، ومعضلة مستعصية تتطلب جرأة فتح الملفات ومناقشة أسباب انتفاء التجديد التعدد والتنوع والاختلاف وتغيير الوجوه والطاقات، أس وأصل العملية الإنتخابية ،الذي من أجله سنت كل خمس سنوات " وذلك لأن أمور الإنتخابات ليست كلها بذاك القدر من الأخلاقية التي تظهر عليها ، ولا بذلك القدر من البراءة التي تبدو عليه في ظاهرها ، لما يكتنفها من خبث المرشحين المحنكين ، من خداع السحرة ومراوغة  الشياطين ، وأضاليل الأبالسة التي يوظفون خلالها كل مقابح الانحراف والغواية السياسية والفكرية والثقافية للإيقاع بالسذج والنصب عليهم ، لغاية الوصول لكراسي السلطة، وشرب نخب الانتصار على غفلتهم، اعتمادا على ما يجيدونه من المكر السياسي ، الذي يجرعونه لبسطاء الناخبين ، عسلا مسموما يشل قدراتهم على التمييز بين المرشحين ، والفرز بين الغت منهم والسمين ، ويُصّعب عليهم التعرف على الحقائق  غير المرئية ، التي تطبخ في دهاليز الأحزاب السياسية ومسارب منظماتها المختلفة.

ومن أخبث الخبائث السياسية وأغربها ، والتي شوهت المشهد الانتخابي ، تلك الكائنات الانتخابية المصابة بسعار الكراسي ، الحالمة بوجاهة الوضع الاجتماعي والتميز الذي تضمنه عضوية المجالس المنتخبة ، من أصحاب" الشكارة" و"البزناسة" وذوي السوابق، والجهلة والحمقى والمعتوهين ، وكل حُثالات البشر وأرذلهم ، الذين لم يكونوا في يوم من الأيام من وجهاء قومهم ولا من قادة أو مناضلين سياسيين أو تربويين أو من أدباء أوفنانين أو مثقفين في أهلهم، والجديرين بالسجون والمصحات النفسية ، بدل اعتراش الكراسي من خلال افتراش مآسي المواطنين ، الذين ليسوا عندهم سوى أرقاما في لوائح انتخابية، والذين تدفع بهم الأحزاب - في خضم حمى الاستقطابات الحادة والصراعات السياسية العنيفة والفراغ القاتل الذي تعيشه جل الأحزاب المغربية اليسارية منها واليمينية واللبرالية أو الإسلامية –  رغبة منها في الحصول على كم ونسب كبيرة من المنتخبين، يمكّنها من تسلق سدات الحكم ، وتحقيق المزيد من الغنائم والامتيازات الخاصة لهم ولدويهم وأقربائهم ،على حساب مصالح الوطن والمواطنين .

وإلى اللقاء بحول الله وعونه في حلقة أخرى من "معضلة الإنتخابات"..