adsense

2020/04/23 - 1:06 م

بقلم محمد مقدام
المرحوم عمي لحسن مؤنس، هذا هو إسمه الكامل و اسمه الفني (حربا)، هاته التسمية ليست مشتقة من كلمة حرباء كما يزعم البعض، كان عمي لحسن يشتغل بالمرسى بالدار البيضاء كطالب معاشو، قادما من إقليم تافيلالت إبان فترة الحماية الفرنسية بالمملكة المغربية، بعد فترة قضاها هناك انتقل إلى مدينة فاس للبحث عن آفاق أفضل؛ لكنه لم يوفق، فتقطعت به السبل خصوصا بعد أن نفذ ما إدخره من المال الذي سُرق منه بعضه، فكثرت عليه الهموم، وكما نقول بالدراجة المغربية(كثرة ألهم كتضحك)، فجلس يغني وهو يضرب على صدره ليضبط إيقاع أغنيته الشهيرة( أحربا هذا عباس ما بغاتو المرا)، وهذا هو سبب تسميته بحربا، فبدأت المارة تشكل حلقة حوله وبعضهم يطرح عليه بعض الأسئلة فيجيبهم بعفويته وبسخرية مضحكة، لدرجة أن بعضهم كان يستدعيه إلى بيته ليقدم فرجته داخل المنازل بالمدينة العتيقة بفاس.
كما قدم فرجته برأس القليعة وباب الساكمة و ساحة بوجلود وباب المحروق، وكذا ببعض الدواير و الأسواق الأسبوعية و غيرها من الأماكن، كان رحمه الله يعتمد في تقديم فرجته على أكسوسوارات بسيطة (قفة مصنوعة من الدوم يضع بداخلها طعريجة وعكازه وطربوشه الأحمر و قميصه).
كان رحمه الله يقدم تمثيليات ومسرحيات، تتكون من عدة شخصيات بمفرده، فهو حقا رائد من رواد الحلقة و المسرح الفردي بالمغرب، وليس المرحوم حوري حسين أو غيره مع احترامي لكل من يشتغل على المسرح الفردي، اتذكره رحمه الله وهويقدم مسرحيته الشهيرة(الحربية) فإنه يشعرك أنك بساحة حرب، بمرده وقدرته الخارقة على الإقناع، كما لايفوتني أن أذكر بشخصية إفتراضية كانت تلازمه وهي شخصية "عبومات" التي كان يخلقها  بقميصه (veste) و طربوشه الأحمر.
للحديث عن عمي لحسن مؤنس وعلاقته بمجتمعه وجيرانه وما كان يدخله من فرحة على الصغير والكبير الذكر والأنثى، نحتاج إلى صفحات ساعات وأيام طوال لكي نسرد سيرته الفنية والإجتماعية، فحلقاته تجمع جميع فئات المجمع من ذكور وإناث.
رحمك الله عمي لحسن مؤنس(حربا) وجعلك من أهل الجنة.