adsense

2020/03/27 - 7:56 م

بيان

تتابع المكاتب الوطنية لشبيبات اليسار الديمقراطي المكونة من شبيبات فيدرالية اليسار الديمقراطي (الشبيبة الطليعية، وحركة الشبيبة الديمقراطية التقدمية، ومنظمة الشباب الاتحادي) وشبيبة النهج الديمقراطي، عن كتب، التطورات المرتبطة بالانتشار الوبائي لفيروس كورونا سواء على المستوى العالمي، أو على المستوى الوطني، وما رافقه من إجراءات قصد تطويقه، انطلاقا من الحجر المنزلي، وصولا إلى إغلاق الحدود وإعلان حالة الطوارئ الصحية.
وقد أبانت هذه الإجراءات عن زيف الاختيارات الرأسمالية المتمثلة في التخلي عن القطاعات الحيوية للشعوب، وتفويتها للقطاع الخاص، من صحة وتعليم، وهو ما انعكس على قدراتها في مواجهة هذا الوباء عكس دول أخرى (الصين على سبيل المثال)، وكذلك شأن شعار العولمة، الذي انهار وانهارت معه كل الشعارات الرنانة من قبيل التعاون الإنساني وفتح الحدود، حيث وجدت مجموعة من الدول، التي تعرف انتشارا خطيرا لهذه الجائحة، نفسها تحارب وحيدة ومعزولة عن العالم (مثل إيطاليا وإسبانيا)، فحتى باقي دول الاتحاد الأوروبي (فضاء شينغن)، أدارت ظهرها لدول تعتبر عضوا فيه، في الوقت الذي هبت فيه دول أخرى بعيدة عنها، لإرسال المساعدات والطواقم الطبية كالصين وكوبا، وهو ما يؤكد الحاجة إلى أنظمة بديلة تكون فيها الأولوية للمسألة الاجتماعية، المبنية أساسا على تأميم القطاعات الحيوية وتقويتها وعلى رأسها قطاعي التعليم والصحة.
أما على المستوى الوطني، فمنذ إعلان حالة الطوارئ الصحية، وتقييد الخروج من المنزل، إلا للضرورات القصوى، بالاعتماد على رخصة خاصة للسماح بذلك، فقد سجلت شبيبات اليسار الديمقراطي، التزاما كبيرا للمواطنات والمواطنين بهذه الإجراءات، بالرغم من صعوبة تسليم أعوان السلطة هذه الرخصة لجميع الأسر المغربية، كما سجلت التضحيات الجسام للأطباء والممرضين خصوصا في ظل وضعية قطاع الصحة ببلادنا، والذي يعرف نقصا للمعدات الطبية ووسائل الوقاية الضرورية، وكذلك رجال ونساء التعليم الذين انخرطوا بكل مسؤولية في عملية التعليم عن بعد، بتضحيات ذاتية وبالاعتماد على مالهم الخاص، وفي ظل غياب الوسائل اللوجستيكية الضرورية، بالإضافة إلى نساء ورجال السلطة  العمومية المرابطين بالميدان سهرا على تطبيق حالة الطوارئ الصحية، دون أن ننسى منظمات المجتمع المدني المنخرطة في التطوع في حملات التوعية والتأطير وتقديم المساعدات الضرورية...
كما سجلت صعوبة استفادة فئة واسعة من المتعلمات والمتعلمين، من هذه الدروس لعدم توفرها على هواتف أو حواسب شخصية، أو لعدم توفرهم على الأنترنيت، حيث إن أغلب المنصات المخصصة لعملية التعليم عن بعد مرتبطة بالصبيب مباشرة.
كما وقفت شبيبات اليسار الديمقراطي، على معاناة فئات واسعة من المواطنات والمواطنين وأغلب الأسر المغربية، التي تعيش الهشاشة الاجتماعية، والفقر، والعطالة… لتجد نفسها بين مطرقة عدم القدرة على توفير قوتها اليومي، وسندان الالتزام بالحجر الصحي.
كما تابعت باستياء كبير مجموعة من التصرفات المشينة والحاطة من الكرامة لرجال السلطة، تصرفات تنتهك أبسط حقوق ضحاياها، وتعتبر شططا في استعمال السلطة، والمتمثلة في تعنيف مجموعة من المواطنين، والتي وصلت حد صفعهم، وهو ما يمثل وصمة عار على جبين الدولة المغربية.
كما وقفت على استغلال تجار الدين للجهل المستشري وانعدام الوعي نتيجة الإجهاز على المدرسة العمومية لإخراج بعض المواطنات والمواطنين للتجمهر، مستغربة غياب رجال الأمن طيلة مدة تجمهرهم.
وبناء على كل ما سبق، فإن شبيبات اليسار الديمقراطي، تعلن للرأي العام ما يلي:

تسجيلها وهن النظام النيوكولونيالي العالمي، وسقوط كل شعاراته الرنانة وعلى رأسها العولمة.
اعتزازها بتضحيات العاملات والعاملين بقطاع الصحة، ونساء ورجال التعليم، وكذلك نساء ورجال السلطة العمومية.
استنكارها الشديد لتصرفات بعض رجال السلطة الحاطة من كرامة المواطنات والمواطنين، وتدعو إلى محاسبة كل من تأكد تورطه في هذه الممارسات.
دعوتها إلى تطبيق قوة القانون، عوض قانون القوة في التعامل مع مخترقي الحجر الصحي، والالتزام بالمعايير الدولية أثناء ذلك (عدم المس بسلامة المواطنات المواطنين تحت أي ظرف كان).
مطالبتها بتوفير المعدات الطبية الضرورية، والوسائل الوقائية للعاملين بقطاع الصحة، لتمكينهم من القيام بدورهم في مواجهة هذا الوباء الخطير، وحماية لهم ولمخالطيهم.
دعوتها الدولة المغربية لاتخاذ تدابير اجتماعية مستعجلة لمساعدة الفئات الهشة من المجتمع (المياومون، العمال الذين فقدوا عملهم، المعطلون، الأسر المعوزة…)، باعتماد دعم مالي يمكنهم من ضمان حياة كريمة، واحترام حالة الطوارئ الصحية، بالإضافة إلى إعفائهم من أداء فواتير الماء والكهرباء، وتأجيل أقساط الديون.
مطالبتها الدولة المغربية بتوفير الوسائل اللوجستيكية الضرورية لمتابعة عملية التعليم عن بعد، سواء بالنسبة لرجال ونساء التعليم، أو بالنسبة للمتعلمات والمتعلمين.
مطالبتها بتوفير الأنترنيت بالمجان لفائدة التلميذات والتلاميذ عبر مختلف ربوع الوطن، عوض الولوج المجاني لبعض المنصات التعليمية، والمرتبط أغلبها بموقع اليوتيب المستثنى من هذه المجانية.
مناشدتها جميع المواطنات والمواطنين، احترام حالة الطوارئ الصحية، والالتزام بالإجراءات الوقائية قصد تطويق انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19) ببلادنا.