adsense

2019/04/26 - 10:57 م


بقلم عفاف بايزيد- تبسة- الجزائر
ان الطفل الصغير ليس من عادته الجلوس من غير حراك، أو البقاء هادئا، فاللعب يكتسي أهمية بالغة في حياة الطفل، اذ يتعدى كونه ملهاة او ترفيه عن النفس الى ضرورة حتمية قد تتعدى الضرورات  اليومية الأخرى. وقد أثبتت الدراسات التربوية الأهمية الكبيرة للعب في اكتساب المعرفة ومهارات الوصول اليها. وهذا الاسلوب قد دعى اليه المفكرون منذ القدم وعلى رأسهم سقراط الذي انطلق من مسلمة التدريس لا ينبغي أن يقترن بالحزن والأسى، كما أنه يرى أن الطفل أثناء اللعب يستثمر الجهد والوقت والأحاسيس، ومن هنا يمكن اعتبار اللعب بيداغوجيا أساسية في التعليم وتلقي المعارف تستهدف تنمية قيم ومهارات الطفل وتنمية التنافس الايجابي والتسامح مع الغير..
 ويعد اللعب البيداغوجي طريقة معتمدة في التدريس تدعو لاستخدام الطرق الفعالة التي تعتمد على فاعلية المتعلم ونشاطه حيث يقرب مبادئ العلم للأطفال وتوسيع افاقهم المعرفية.
وان الكثير من النظريات تتفق على أن اللعب دافع للاكتساب والتعلم واشباع الحاجات، ونظرا لأهميته في التعلم نجد الكثير من انواع اللعب البيداغوجي، وهي تتنوع من حيث الشكل والمضمون والطريقة، وهذا التنوع يعود الى الاختلاف في مستويات نمو الأطفال وخصائصه في المراحل العمرية من جهة والى الظروف الثقافية والاجتماعية المحيطة بالطفل من جهة أخرى. ومن هذا المنطلق نذكر بعض النماذج من هذه الألعاب :
1- الألعاب التلقائية: وهنا يكون الطفل حرا في لعبه وبصورة تلقائؤة من غير الخضوع او الالتزام بقواعد اللعبة ،وهذا النوع يمارس في أغلب الأحيان فرديا.
2- الألعاب التمثيلية: يتجلى هذا النوع في تقمص شخصيات أخرى مقلدا سلوكاتها وهي ألعاب تعتمد على الخيال الواسع والمقدرة الابداعية للطفل، ويمكن اعتمادها في مسرحة أحداث النصوص  مثلا.
3- الألعاب التركيبية: يقوم الطفل بالتركيب دون تخطيط مسبق فيكتشف نموذجا معينا مثل تركيب بطاقات حروف لتشكيل كلمة أو تركيب بطاقات كلمات لتكوين جملة أوربط بطاقة كلمة بصورة..
4- الألعاب الفنية: تدخل ضمن نطاق الألعاب التركيبية، وتتميز بأنها نشاط تعبيري فني ينبع من الوجدان والتذوق الجمالي، ويظهر أثرها جليا من خلال خربشات ورسومات الأطفال وأشغالهم اليدوية والتي لكل منها دلالتها وتعابيرها.
5- الألعاب الثقافية: وهي أساليب فعالة في تثقيف الطفل حيث يكتسب من خلالهاخبرات ومهارات ومعلومات، ونجد من بين هذه الألعاب القراءة والبرامج الاذاعية والتلفزية الموجهة للأطفال، و لعبة سؤال وجواب والسينما والمسرح والألغاز التعليمية والمسابقات الثقافية وغيرها..
ومن هنا نخلص الى أن اللعب البيداغوجي يساهم في نمو الطفل من جميع النواحي الجسمية والمعرفية والاجتماعية والسلوكية، ويساعده أيضا على الاندماج المجتمعي والتكيف مع العالم المحيط به وتنمية شخصيته واكتساب سلوكات تواصلية تفيده في مراحل حياته.