adsense

2017/09/05 - 11:59 م



بقلم الأستاذ حميد طولست


عيد أضحى آخر يحل علينا ، ليذكرني بعام جديد سينضاف بعد أيام إلى عدد الأعوام التي مرت علي مند اليوم الذي انطلقت فيه أنفاسي ، ساعية إلى الوجود والتواجد في الحياة ، عام آخر ستنطفئ شمعته ليصل عدد الشموع المنطفئات إلى واحد وسبعين شمعة زائد واحدة سينطفئ وميضها هي الأخرى بعد أيام قليلة، لتعلن انتهاء العام الثاني والسبعين عاما من عمري ، مذكرة إياي بأني بلغت سنا لا مجال فيه للغرور والوهم والخيال والغرور ، ولا مكان فيه للكذب والنفاق ، ولتدفع بي لتدشين مشوار عام جديد سيبرق نوره في سماء الأعوام الجديدة ، لستُ ادري هل سيكون سعيدا طريقه ، يملأ النجاح مساره ، ويزخر كسابقيه باللعب واللهو والمرح والحب والعطاء؟ أم سيكون عرضة للفشل ؟ لا أدري ؟ لأني لازلت في نهاية العام ، ولم يبدأ العام الجديد الذي ربما سيمضي فيه الزمان مكدسا بالحيرة والتيه ، ومع ذلك ، فلن أكون متشائما ، ولن أحزن ، أو أتأسف على مضي العمر وانقضاء الأيام ، ولن أنتحب مع مطرب الاكتئاب فريد الأطرش ولن اغني أعنيته الشاحبة الحزينة "عدت يا يوم مولدي ، عدت أيها الشقي" ، ولن أبكي مع أبي العتاهية ، ولن أرتل بيته البالغ الحزن:
      "ألا ليت الشبابَ يعودُ يوما .. فأخبرهُ بما فعل المشيبُ "
لأنه ، لا البُكاء ولا النّحيبُ ، يحميا العود الغض من اليبوس ، وسأكون متفائلا جدا كما كان شباب في ريعانه ، وسأصيح بصوت عال وجهور ، بعد حمد الله على الصحة والعافية : "ها أنا ذا لست بالعجوز الكهل ولا بالفتي اليافع ، لكني مازلت قويا أصارع السنين والأعوام  بحيوية وعنفوان ، وأحقق الأحلام بفخر واعتزاز ، وأنجب الأحفاد -يحفظهم الله -بهمة وصمود ، ضدا في كل من عاداني ، وكل من كرهني ، وكل من حسدني ، وكل مَن أساء إلىّ ، وآذاني ، والذين أسامحهم في يوم ميلادي، وأطلب المعذرة من كل مَن تسببت له في أذى غير مقصود أو أدية غير متعمدة ، فليس لدي وقت أضيعه في الكراهية والانتقام .
وأخيراً أهنيء نفسي بزوجي وأولادي وأحفادي وباقي أهلي وأحبابي وكل أصدقائي الطيبين و المخلصين ، وكل من سيتذكر تاريخ مولدي ، وكل من سيهنئني بهذا الحدث الكبير ، وكل من سيهدني كلمة طيبة أو ابتسامة صادقة ، وأقول لكل معارفي أشكركم جميعا من كل قلبي الذي يحمل لكم وافر الحبٍ و كامل المودة ، وأسعد الله أيامكم ..