adsense

2017/08/05 - 3:37 ص


بعد غياب طويل واضطراري، يعود استاذنا راقي الحضور وطاغي الحروف "حميد طولست" إلينا ولأصدقائه وأحبائه، ليبحر بنا بقلمه إلى أعماق الإبداع وفن الأسلوب فسعادتنا بعودته كطاقم لجريدة القلم الحر لاتوصف فألف مرحبا...

بقلم الأستاذ حميد طولست
بعد التغلب على الظروف والأحوال والمواقف الخاصة التي أتت ،في الأيام الأخيرة ، على نفسيتي  وأجبرتني على الابتعاد عن الإبحار في فظاءات "الأنترنيت" ، وفرضت علي الانقطاع عن التواصل عبره بمن أحس من نحوهم بعمق الشوق والمحبة والصفاء ، وحتمت على نبع إبداعي التوقف عن التحليق في سماوات الكلمة العذبة ، وفظاءات العبارة الشجية ، ورياض المقالة الندية الفياضة من أجلهم ، وتتألق حروفها  بوجودهم. ، ها أنا ذا أعود من جديد إلى أصدقائي ومعارفي الحقيقيين منهم والافتراضيين ،الذين زادني الانقطاع عنهم شوقا وحنينا إليهم ، أعود يسابقني أسفي واعتذاري الواجبين عن غياب أتعبني كثيرا ، وابتعاد أعياني ، وكلي أمل أن يتقبل شكري وامتناني كل من سأل عن حالي واهتم بأحوالي أثناء غيابي الاضطراري وابتعادي الإجباري ، الذين برهنوا أن اسمي لم يكن نسيا لديهم ، وأن ذكري لم يُفقد بينهم ، وأنهم لازالوا سندا لاستمرار قلمي ، وفيض إلهامي وعطائي ، سواء بنقدهم البناء أو نصحهم الصادق ، فلهم مني خالص الود وعبير المحبة ، وجميل التحايا وشامل التقدير وفائق السلام هم  وجميع من يعرفونني ومن لا يعرفونني ، الذين أدعوهم جميعهم إلى الخوض المباح في أهم الأحداث والمواقف والطروحات واسترجاع باقي الحقائق الفكرية والتاريخية الكثيرة التي لم يتسنى لي مناقشتها أو التعليق عليها معهم على مر الظروف التي مررت بها ، وعلى رأسها كلها خطاب عيد العرش الذي  استطاع من خلاله ملك البلاد ، أن يعبر ، وبمنتهى القصد والعمد و الصراحة والواقعيه  والذكاء ، عن الحالة السياسية والاجتماعية ، وما وتعيشه ، في السنوات الاخيره ، من ترهل سياسي غير مسبوقة ، ضرب جل الكيانات الحزبية وأصابها بحالة من الهشاشة الفكرية والسياسية التي أثرت على التركيبة المسيرة والقائدة للنخبة السياسية وللحراك الطبيعي لمكونات أي حياه سياسية سليمة مصطبغة بأيدلوجيه أو فكر أو توجه سياسي ومجتمعي ذي معالم واضحة تندرج - شكلا ونهجا - تحت مسميات علم السياسة وموروثات القدماء والمستحدثين ، التي سار ويسير عليها رواد العمل السياسي في كل بلدان العالم من حولنا، باستثناء رواد العمل السياسي وكل من بيدهم أمر وطننا ومواطنينا ، الذين يدعون جميعهم -إلا من رحم ربى -عشقهم للوطن وحرصهم على مصلحته ومستقبل أجياله والعمل على استقراره وتوطيد أركانه ، والذين تشهد الحقائق -كما في الخطاب الملكي التاريخي - وتقر الواقع بأن أغلبيتهم - الا القلة النادرة منهم- متشابهون على الساحة السياسية ، وفي طريق ودرب المصالح الخاصة الذي يلهثون فيه خلف المناصب ، ويتقاتلون خلاله على الكراسي ، مستخدمين نفس الأدوات والأساليب البالية التي تحقق المصالح الشخصية، وتضمن السلطة والثراء ، وتحول دون بزوغ نجوم منهم شديدة السطوع تستطيع إجبار أولي الأمر على الرضا عنها واستئثارها وتقديمها على غيرها من المسؤولين على الشأن العام ، لأنهم يعيشون  جميعهم حالة من الترهل السياسي غير المسبوق ، ويقتصر شغلها الشاغل وعملها الدؤوب على افتعال السياسات التي لا تقي المجتمع مما يهدد أمنه وسلامته ويعرقل مسيرته إلى الأمام ، وكأنها رفاهية لا يستحقها هذا الشعب ، الأمر الذي جعل أغلبية جموعه البسيطة تفقد جزءا كبيرا من ثقتها وإيمانها بهذه النخب والكيانات الحزبية التي ادعت طويلا أنها قادرة على جر قاطرة الوطن إلى الأمام دون أن تقدم للمواطن المقهور دعما يرتقي بأحواله ، أو تستحدث فكرا نيرا يطور أحوال الوطن ، كما أشار إلى ذلك الخطاب الملكي الذي هو بحق رسالة لجميع المسؤولين حتى يتقوا الله في هذا الوطن وأن يحسنوا العمل بصدق من أجل هذا الشعب الذي ينتظر منهم الكثير .
فهل يمكن أن تسقط بعد هذا الخطاب التاريخي السامي" السين وسوف" من صدارة تصريحات المسؤولين والسياسيين وينكبوا بكل مكوناتهم ، من أصغرهم موضعا إلى أعظمهم شأنا ، على العمل من أجل مصلحة هذا الوطن المدمر وشعبه المظلوم ، بعيدا عن المساومات والصفقات المشبوهة بين الأحزاب والكيانات السياسية.