adsense

2017/03/24 - 9:54 ص



بقلم حميد طولست


أسدل ليلة أمس الستار على آخر ليلة من ليالي الشتاء الطويلة الباردة ، تاركا المجال لفصل الربيع ليطبع مدينة فاس بأجواء ربيعية هي منذورة لها ، كما كانت  في زمنٍ آخر غير هذا الزمن الرديء ، حيث كان اسم مدينة فاس حينما يرد على الخواطر، تنبعث في الأذهان أجمل صور لمدينة رائعة ترتاحُ مطمئنة بين دراعي جبلي "تغات و زلاغ " العاشقان المتيمان ، حارسها الوفيان ، وما يطوقان من قلائد البساتين الخصبة والجنان الغناء ، التي تحوطها من جوانبها الأربعة .
فاس كما كانت في الذاكرة الشعبية ، في كتب العلم وفكر العلماء ، ملهمة لمختلف معلمين الإبداعات والفنون، وباعثة للبهجة والحبور، الذي عرفت به "جناناتها والعراصي" الحاضنة " للنزايه " والإحتفاء بالربيع ، والتمتع بجمال الحياة بساتين الزيات، وجنانات باب الجديد، وحقول زواغة، وغابة عين الشقف، وحامتي سيدي حرازم ومولاي يعقوب وفضاءات بوركاييز وشلالات صفرو.. وغيرها من المؤهلات الطبيعية التي خصها الله بها ، التي أعطتها الطابع الربيعي الذي يقاوم ، والمد المديني المتحضر ، الذي لا يضاهى ، والبعد السياحي غير المستغل مع الأسف ، وقد كان يمكن أن نستطرد في سرد مزايا وشمائل فاس وأهلها، لو أنها ظلت كما عرفت عليه عبر التاريخ ، شامخة زاهية مزدهرة ، لكنها مع الأسف، لم تعد كذلك ولم يعد بالوسع قول شيء آخر عنها ، غير عبارات الأسى والتأسف على حالها الذي أصبح  مستباحا ، إنها والله لحسرة وألم كبيرين ، أن يأتي الربيع ليجد فاس وقد غرقت في فيض من النواقص ، التي بهدلت منظرها، وقوضت جماليتها ، وحطت شموخ ماضيها، إنها لا تستحق كل هذ العقوق، وقد من الله عليها يكل هذه المؤهلات الضخمة والإمكانات الجبارة ..