adsense

2017/03/27 - 5:09 م



في إطار الرؤية الإستراتيجية للدولة المغربية في قطاع التعليم، تم هذا الموسم بجامعة ظهر المهراز بفاس تفويت المطعم الجامعي لشركة خاصة تابعة لمجموعة "رحال" مطلع السنة الجديدة، الشيء الذي لم يستسغه طلبة هذه الجامعة المعروفة بنضالات طلبتها ضد خوصصة قطاع التعليم، وهو ما جعل الدولة تتريث في إصدار هذا القرار من داخل هذه الجامعة بالرغم من تفويت جل المطاعم الجامعية على المستوى الوطني، خوفا من رد الطلبة على هذا القرار الذي يعتبرونه ضربا صريحا في المجانية التي من المفروض على الدولة توفيرها في هذا القطاع الحيوي، واعتبروه قرار ستليه قرارات أخرى ستجهز على ما تبقى من مجانية التعليم في حالة تم القبول بخوصصة المطعم الجامعي على حد تعبير أحد الطلبة، الأمر الذي جعل الطلبة يرفضون هذا التفويت و الدخول في مقاطعة مفتوحة لهذه الشركة منذ الفاتح من يناير 2017. لتزداد معاناتهم اليومية مع النقل،السكن و البنود الإقصائية للجوع الذي أصبح يفرض ذاته بعد إقدام إدارة الحي الجامعي على غلق المطعم الجامعي بعد مقاطعة الشركة، دائما على لسان أحد الطلبة.
وفي خطوة تصعيدية على قرار الإغلاق دخل الطلبة في اعتصام مفتوح مرفوق بمبيت ليلي من داخل المطعم، مطالبة بفتح المطعم بشاكلته العمومية مع تحسين في الوجبات كما و كيفا. يقول أحد الطلبة حول هذه الخطوة :<< منذ دخولنا في مقاطعة الشركة أخذنا عدة أشكال نضالية حضارية تعبيرا عن رفضنا لخوصصة المطعم الجامعي الذي يعد مدخلا للإجهاز على ما تبقى من مجانية التعليم، لكن لا إجابات تقدم من طرف المسئولين الشيء الذي يضعنا أمام خيارين أولهما القبول بخوصصة المطعم الجامعي و الحكم على الأجيال القادمة من أبناء و بنات الكداح بالانقطاع عن الدراسة لعدم استطاعتهم دفع تكاليف تعليمهم، أو تحصين ما تبقى من مجانية التعليم لأبناء شعبنا الكادح، ونحن اخترنا الخيار الثاني،وفي هذا السياق تأتي خطوة المبيت الليلي المفتوح رغم قسوة الأجواء المناخية ولكن وجب التضحية من أجل تحصين مكتسباتنا التاريخية.>>
و أعرب مجموعة من الطلبة عن استيائهم من قرار غلق المطعم الجامعي الذي يعد من أهم الأسس المادية لتواجدهم من داخل الجامعة بحكم أن أغلب طلبة هذه الجامعة من روافد مدينة فاس،الأمر الذي فرض على بعض زملائهم العودة لمناطقهم لحين قرب موعد الامتحانات، ومعلنين في الآن ذاته عن تشبثهم بمطلبهم ورفضهم لهذه الشركة و خوصصة مطعمهم.
حاولنا الاتصال بأحد المسئولين لكن دون جدوى بدعوى أن مدير الحي الجامعي يتواجد خارج مدينة فاس، و الإجابة التي تلقيناها من نائب المدير هي أنهم ينفذون الأوامر فقط وليست لديهم أي سلطة في فتح أو إغلاق المطعم الجامعي. مما يجعلنا نطرح علامات استفهام عديدة حول الجهة التي اتخذت قرار الإغلاق و تجويع آلاف الطلبة و الطالبات.
و تجدر الإشارة إلى أن جامعة ظهر المهراز عرفت خطوة مماثلة (مبيت ليلي مفتوح من داخل كلية العلوم) موسم 2013/2014 ضدا على قرار إغلاق الحي الجامعي ظهر المهراز ذكور، امتدت لما يزيد عن 5 أشهر توجت بحل ترقيعي، تمثل في ترحيل طالبات ظهر المهراز للحي الجامعي سايس وتعويضهم بالطلبة.
نزار الصالحي/فاس