adsense

2017/03/19 - 8:35 م


بقلم الأستاذ حميد طولست

بمناسبة اليوم العالمي للمرأة اندفعت العديد من الجمعيات المغربية مشكورة ، بشغف كبير واحتفاء أكبر ، لانتقاء مجموعة من الأسماء النسائية ، لتكريمهن ، الأمر الجليل الذي لاشك يُكتب في سجلاتها بمداد الفخر والتقدير، رغم أن أغالبيتها مع الأسف الشديد ، اختصر المكرمات  في فئة خاصة من الفعاليات النسائية المتميزة ، المنتميات للعوالم الراقية المختلفة ، العلمية منها والفنية والإبداعية والسياسية والإعلامية، والرياضية ، والتي شملت في عمومها فقط الوزيرات والكاتبات والطبيبات والمهندسات والمديرات والمدرسات والممرضات والرياضيات، وغيرهن كثير من الفاضلات المستحقات فعلا للتكريم والتبجيل ، اعترافا بمجهوداتهن ومبادراتهن الخلاقـة ، ويستهلن التقدير والاحترام لمكانتهن وعطائهن المستمر في مختلف المجــالات والتي لا يتسع المجال لذكرهن جميعا  ، ناسية -الجمعيات- أو متناسية في احتفالاتها الكثيرة وتكريماتها العديدة بمناسبة العيد الأممي للمرأة ، تلك الفئة العريضة من النساء العاديات التي أهملتها الأزمنة السابقة والمجتمعات الضيقة ، و التي من بينها الأم التي أنشأت وربت وأعدت وكانت وراء كل الأجيال المتميزة التي تبوءت المراتب العالية التي جعلتهن يستحقن ما هن فيه من وجاهة وأبهة وشهرة ، أغرت العديد من الجمعيات بالهرولة واللهاث وراءهن للظهور في مهرجاناتها  التكريمية ، وكأنهن وحدهن من يستحق التكريم والاحتفاء ، بينما هناك من هن أجدر بالتهنئة والتكريم في هذه المحطة، لتذكيرهن في هذا التاريخية ، ولو ليوم واحد ووحيد، بأنهن يستحقن أغلى وأسمى صنوف التكريم التي مهما عظمت ، فإنها لن موازي قدر ما أعطين وبذلن من أوقات وجهود ، وسخرن من مجهودات مضاعفة في مجتمع ذكوري لا يرحم النساء ، للوصول بهذه الأجيال  للتميز والشهرة والجاه ، بدل الحرمان مما يستحقن من التكريمات أكثر من غيرهن ، الذي قوبلن به من طرف الكثير من الجمعيات ، عن قصد أو بغيره.. 
وأختم هذه الخاطرة بالمقولة الشهيرة : "أن لكــل ميدالية وجههـــا الآخــــــر .. ولكــــــل وردة شوكتهــــــــــــا" ، ووجه ميدالية الاحتفال بالمرأة في عيدها الأمم وشوكة وردته ، هو إهمال الجمعيات للنساء العاديات البسيطات من الأمهات العاملات والمطلقات والأرامل ، رغم عطائهن اللامحدود من أجل الإعتراف بحق المرأة في الوقوف شامخة فوق منصات التتويج .
هذه بعض من الحقائق التي تشوب عمل الكثير من الجمعيات بمناسبة عيد المرأة العالمي ، والتي يراها الكثيرون ويتألمون لها ويتأسفون عليها، ويضطربون بسببها  ، ولكنهم مع الأسف ، لا يفعلون شيئاً لمواجهتها ، فتنتشر ، وتعم كل الجمعيات ، وتتكرر كل عام .